إن الروبوت الجراحي قائم على الكومبيوتر، حيث يحاكي يد الجراح القائم بالعملية الجراحية وحركات يديه؛ مما يتيح إجراء إجراءات طفيفة التدخل باستخدام أصغر جرح ممكن. لذا يقدم الروبوت الجراحي إمكانية الوصول بسهولة إلى المناطق التي يصعب الوصول إليها في ظروف أخرى، مع صورة مُكبّرة، وتحسين الدقة والتحكم. يمكن استخدام تلك التكنولوجيا المُتقدمة لعلاج العديد من الحالات المعقدة، ومنهم الحالات التي تستدعي زراعة الحالب.
الحالبان عبارة عن أنبوبين ينقلان البول من الكلى إلى المثانة، كل واحد منهما متصل بكلية واحدة، وبالتالي يشكلان جزءًا من الجهاز البولي. في بعض الأحيان، يكون المكان الذي يتصل فيه الحالب بالمثانة في وضع غير طبيعي، ويلزم إجراء جراحة لتصحيحه. وهذا ما يسمى بجراحة إعادة زراعة الحالب .
لماذا تتم جراحة إعادة توصيل الحالب؟
يمكن أن يتسبب وضع الحالبين غير الطبيعي في حدوث حالة تسمى الارتجاع المثاني الحالبي (VUR)، حيث لا تستطيع الصمامات التي تلتقي فيها الحالبان بالمثانة أن تغلق بشكل صحيح، وبالتالي يسمح للبول بالارتجاع إلى الحالب من المثانة؛ مما يشكل خطر الإصابة بالتهابات البول المتكررة وتلف الكلى. تكمن خطورة مثل هذه الحالات إذا لم يتم التدخل الجراحي في المدة المحددة في خطر فقدان الكلية وظيفتها مع الزمن.
يمكن أن تساعد جراحة إعادة توصيل الحالب في حل المشكلة عن طريق تحريك النقاط التي يدخل منها الحالبان إلى المثانة بحيث تكون محاطة بعضلة المثانة، والتي يمكن أن تغلق الحالب لمنع تدفق البول إلى الخلف مرة أخرى.
ماذا تشمل إعادة توصيل الحالب؟
يتم إعطاء المريض مخدرًا عامًا للنوم. ثم يبدأ الأستاذ الدكتور محمود عبد الحكيم بفصل الحالب. ثم يقوم بإنشاء ثقب جديد في وضع أفضل. ثم يتم وضع الحالب في موضعه الجديد وخياطته في مكانه. الثقب القديم يُغلق أيضًا بالغرز.
تستغرق هذه العملية بشكل عام 2-3 ساعات. كان يتم إجراء العملية كجراحة مفتوحة أو بالمنظار، وحديثًا يمكن أن تتم الجراحة بمساعدة الروبوت مع الأستاذ الدكتور محمود عبد الحكيم أستاذ جراحات المسالك البولية جامعة القاهرة التي توفر رؤية ثلاثية الأبعاد، وتحكمًا دقيقًا بواسطة وحدة التحكم، ودقة متناهية في زوايا الروبوت الجراحي، وهو أمر أساسي لتجنب تأثر الأوعية الدقيقة.
تفوق جراحة إعادة توصيل الحالب بالروبوت على الجراحة التقليدية:
جراحة زراعة الحالب بمساعدة الروبوت تعتمد على استخدام شقوق جلدية صغيرة جدًا، بينما تتضمن الجراحة المفتوحة التقليدية شقوقًا جلدية طويلة؛ لذا ترتبط الجراحات المفتوحة بمضاعفات كبيرة بسبب الوجود المتكرر لأمراض مصاحبة مثل السكري والسمنة وعوامل الخطر مثل التدخين، العلاج المثبط للمناعة هو عامل خطر إضافي. علاوة على ذلك، يحدد حجم الجرح شدة ومدة ألم ما بعد الجراحة ومن ثم استخدام مسكنات الألم، ومدة الإقامة في المستشفى والتعافي، والنتائج التجميلية. في حين تتضمن عملية الروبوت الجراحي الطفيفة التوغل عددًا من الفوائد المهمة التي تشمل:
- توفير نتائج تجميلية أفضل لصغر حجم الجروح الجراحية.
- تقليل المضاعفات الجراحية وخطر الإصابة بعدوى الجروح.
- الحد الأدنى من فقدان الدم.
- الإقامة لفترة أقصر في المستشفى.
- العودة بشكل أسرع إلى الحياة الطبيعية.
- دقة أكبر في تحديد المناطق الرئيسية التي ينبغي علاجها؛ مما يعفي الأنسجة والخلايا المحيطة من التعرض إلى الإصابة أو النزيف.
هذه الأهداف مرغوبة في جميع مرضى الجراحة، ولكن بشكل خاص في المرضى الذين يحتاجون إلى إعادة توصيل الحالب، والذين غالبًا ما يعانون من أمراض مصاحبة كبيرة.
إن الإصلاح الروبوتي يوفر مزايا كبيرة لكل من المريض والجراح الذي يتمتع بخبرة في الجراحة الروبوتية في مجال المسالك البولية وهو الأستاذ الدكتور محمود عبد الحكيم أستاذ جراحات المسالك البولية جامعة القاهرة.